ترحيب

ترحب المدونة بالزائرين وتتمنى لهم قرائات ممتعة ومفيدة

الجمعة، 1 يوليو 2011

هل الثورة المصرية هى فقط ثورة على "هوبز" ام هى ثورة حقيقية ؟



لمن لا يعلم فان هوبز هو شكل السلطة المطلقة فى كل نواحى حياتك ومصدر هذه السلطة هى السلطة الإلهية العليا وهذا ما يعطيها قوتها وسيطرتها المطلقة على عقول العامة حتى وان كانت هذه السلطة تتصرف بطريقة غير مبررة وغير منطقية فلابد من طاعتها طاعة مطلقة فقط لأنها سلطة مستمدة من السلطة الإلهية العليا ومن أمثلة هذه السلطة , سلطة الأب وشيخ القبيلة وشيخ الحارة ومع تطور المجتمع زاد عليهم رئيس الجامعة ورئيس العمل و.....و ..... الخ وهى سلطات لم ينتخبها المحكومين بها فهي سلطات مطلقة وقد كان يتم حكم الشعب ككل بنفس الأسلوب منذ الفراعنة وحتى عصرنا الحالى
ولعلى هنا فى موضوعنا هذا لا أعنى بالتحديد هوبز السياسة فقط بل أعنى كل أشكال وصور هوبز سواء فى البيت أو الشارع أو الحى أو الجامعة أو العمل أو حتى هوبز الدين.

لقد كنت فى كل مرة استمع فيها لكلمة " الشرق الأوسط الجديد " كنت أول ما أتوقعه بل و أراه فى صورة العالم العربى الجديد هو عدم وجود كل صور هوبز وبالتحليل الدقيق لما حدث ولا يزال يحدث فان هذه الثورة ليست إلا على كل صور وأشكال هوبز.
ويدل على ذلك انه لم يحدث تغيير جوهرى او حتى غير جوهرى فى فكر المجتمع وثقافته بين ما قبل الثورة وما بعدها باستثناء إزاحة كل هوبز عن سلطته وهذا هو تفسير ومعنى كلمة " لقد انكسر حاجز الخوف عند المجتمع " فهذا الحاجز من الخوف لا يكون إلا فى علاقة واحدة فقط وهى العلاقة بين هوبز ومحكوميه.
ولذلك فمن وجهة نظرى هى فى الأساس ثورة على هوبز.

ولعل سبب رؤيتى المستقبلية (حيث أنى كنت أتوقع ذلك تماما بل وأثق في حتمية تحطيم هذه السلطة فى كل مكان) والسبب هو رؤيتى بأن هوبز القديم هذا فى كل مكان لم يعد يستطيع توفير متطلبات من هم مسئولون منه كما انه لا يملك أدوات تمكنه من اللحاق بركب الحياة السريعة القوية المبهرة اللامعة الشهية جدا فى حين أن كل من هم مسئولون منه يرون هذا الركب بكل ما فيه من مغريات وحداثة وتنوع وإبهار بل إن من هؤلاء الأشخاص الذين هم مسئولون من هوبز لهم فكر وطموح ووعى ربما يسبق هذا الركب وهذا فى نفس الوقت الذى لا يستطيع فيه أى هوبز سواء من أول البيت الى راس الدولة أن يوفر الاحتياجات الضرورية لمن هم تحت رعايته وهذه الاحتياجات ليست فقط الغذاء بل أيضا احتياجات الفكر والأمل والحالة النفسية والاحتياجات الاجتماعية والمعنوية والروحية .....الخ وحتى من توافرت له الكثير من هذه الاحتياجات وخاصة المادية منها كان لديه عجز شديد فى باقى الاحتياجات وقد رأينا فى هذه الثورة الكثير من الأفراد ميسورى الحال والأغنياء أيضا وهؤلاء لم يستطع أن يوفر لهم هوبز الكثير من الاحتياجات الأخرى غير المادية وما يزيد الطين بله هو عدم اهتمام كل هوبز بمحكوميه أو بقراراته حيث انه يرى إن معه كل الحق فيما يفعل ويقول حيث تكون عنده انطباع انه اله مصغر لا يخطئ  فلم يكن أبدا يتميز بالحكمة فى كل أفعاله وهذا على النقيض تماما مما تتطلبه ظروفنا الحالية. وبنمو هذا الشعور العام تحول الى رغبة عامة حقيقية داخلية من كل المجتمع بضرورة إزاحة هوبز ونمى هذا الشعور بشدة التدهور المادى للمجتمع.

ولذلك كان لابد من تنحية هوبز جانبا من مسيرة المجتمع كله حتى يمكنه محاولة اللحاق بركب الحياة حتى وان كان المجتمع ليس لديه خطة أو فكر معين للحاق بهذا الركب ولكن الفعل الوحيد الذى يرى انه ممكن القيام به أملا منه بتغير الوضع للأحسن هو إزاحة هوبز من طريقه وبمجرد تولد الشرارة ساعدها المجتمع كله حتى تشتعل النار فى كراسى كل من هو هوبز بدءا من رئيس الدولة وعميد الكلية ورئيس الجامعة ورؤساء المصالح الحكومية والوزراء ......... الخ ويدل على ذلك إننا رأينا مظاهرات و أصوات تنادى بإسقاط كلا مما سبق.


فهل سيعرف المجتمع قيمة حريته بل ويحترمها ويستغلها بأفضل شكل لتكون فعلا ثورة حقيقية ولا تنقلب هذه الحرية الى فوضى أمنية وفوضى فى الأسواق وكل نواحى الحياة بدون هوبز الذى كان يسيطر بشكل تام عليهم ؟
(أتمنى ذلك).