ترحيب

ترحب المدونة بالزائرين وتتمنى لهم قرائات ممتعة ومفيدة

الثلاثاء، 2 أبريل 2013

بيئة الأفكار

PsychologicalEnvironment


( مجموعة الافكار فى اى نظام مجتمعى تماما مثل مجتمع الاحياء فى اى نظام بيئى )
فهناك مبداء عام فى اى نظام بيئى يقر بأنك اذا ادخلت اى عنصر حيوى فى اى نظام بيئى ليس هو نظامه الاصلى اى ليس فيه اعداء طبيعية له تحجم نشاطه ونموه وانتشاره يحدث تماما مثلما تنزع عنصرا حيويا مهما وأصيل من نظام بيئى ثابت ومستقر ففى كلا الحالتين يفسد هذا النظام البيئى ولعل هذا ينطبق تماما على الافكار فى النظام الاجتماعى
ولنا هنا مثال كبير فقد نرى ان مجتمعنا العربى عموما وخصوصا بعض المجتمعات فيه قد تم اولا تقليص الفكرة القائمة على كلمتى الحلال والحرام وذلك من خلال حياة مادية طاغية فى كل نواحى الحياة فتلاشت فى المقابل الحياة الروحية والقائمة على كلمتى الحلال والحرام بصرف النظر عن اى اعتبار أخر غير انه حلال او حرام وهذا ما كان بمثابة صمام الامان لهذا المجتمع ومع نزع هذا العنصر الفكرى من مجتمعنا وهوا العدو الطبيعى لكثير جدا من الافكار الطفيلية والسلبية فسمح ذلك بانتشار ونمو الافكار الاخرى الطفيلية والسلبية فى المجتمع بدون أدنى مقاومة لها لأنه تم نزع عدوها الطبيعى من بيئة أفكار المجتمع وها نحن نرى حال هذا المجتمع بعد تمام السماح بل واخصاب البيئة لهذه الطفيليات الفكرية فقد نمى وانتشرت الفوضى والخوف العام وما يتبعهما كما ان الفوضى تسمح بالمزيد من الامراض الجتماعية عموما من نصب وتحايل ودعارة وسرقة وجريمة منظمة وخطف وتعصب وضيق افق وعنف كامل وغيرها ولعل هذا طبيعى فى ظل ضعف سلطة الدوله فى هذه الفوضى كما ان المجتمع منزوع منه اى فكر يقيم ويثمن احترام القانون كما وقد نزع منه صمام الامان الروحى ( الحلال والحرام ) وهذا وحده كفيل بالوصول لهذا المجتمع لما وصل اليه الأن.
وهنا يمكن لنا أن نسأل هل يمكن ان يكون هذا كله منظما من قبل طرف ما ؟ او كان مدروسا ومنظما ومخططا من قبل او على الاقل هل كان هذا مرصودا ومتوقعا وكل ما تم فعله هو السماح وتهيئة البيئه لهذا الوضع ؟
ولعل العجيب ان أعلنت الادارة المريكية سابقا مرارا وتكرارا عن الفوضى الخلاقة وعن الشرق الأوسط الجديد فعلى الاقل ان لم تكن هى سببا فى وضع العوامل المؤدية لهذا الوضع فهى قد كانت ترى وترصد سيرنا على هذا الطريق مع تزليل العقبات من هذا الطريق حتى نصل لهذه النقطة.