ترحيب

ترحب المدونة بالزائرين وتتمنى لهم قرائات ممتعة ومفيدة

الأحد، 10 مارس 2013

الفرق بين العدل والمساواة

Difference between Justice and Equality




اعتقد بان الفرق بين الكلمتين واضح جدا من خلال ما توضحه الصورتين فالصورة الاولى تقدم معنى المساواه وما نتج عنها والصورة الثانية تقدم معنى العدل وما نتج عنه ودعونا نتعجب سويا من الاتى ان قرأننا الكريم استخدم دائما كلمتى العدل والقسط بينما لم يستخدم كلمة المساواه وبينما الغرب ومنظمات المجتمع المدنى التى تقدم لنا افكار الغرب لا تستخدم ابدا كلمة العدل بل تستخدم كلمة المساواة دائما أبدا فهل هذا مصادفه لا والله ما كانت ابدا مصادفه بل هى معلومه ومقصوده
فالمساواه فى أبسط صورها ان أعطى لأبنى طالب الجامعه مصروفا مثلما أعطى لأبنى الذى عمره خمس سنوات فهذا ليس عدلا اطلاقا كما انه من الطبيعى من ناحية المساواة ان أحمل كلاهما نفس المسؤليات وهذا ايضا ليس عدلا
كما أطلب من المرأه ان تبذل مثلما يبذله الرجل بدنيا ونفسيا كما ان المجتمع سيعطى كلا منهما مثلما يعطى الأخر
يا لا العجب ان المساواه فى ان يطلب من المرأه ان تبذل ما يبذله الرجل نفسيا وبدنيا انه اطلاقا ليس عدلا كما ان تساوى عطاء المجتمع لهما أيضا ليس عدلا ولنا هنا مثال صارخ وهو تساوى كلاهما فى فرص العمل لقد أتت علينا بكوارث عظمى لا يمكن حصرها لقد اخذت النساء نصف فرص العمل تقريبا وتعالوا نرى النتائج وهى بطاله كبيرة لدى الشباب وما ينتج عنه من تدمير الروح المعنويه لجزء من الشباب وانحراف جزء اخر سواء كان للمخدرات او للجنس او كلاهما او للجريمه او للنصب لكسب لقمه عيش كما ينتج أيضا تعطل حركة الزواج فى المجتمع الذى يرى الى الان ان الرجل هو المسؤل الاول ماديا عن تأسيس البيت والانفاق عليه وبالتالى ينتج أيضا درجة كبيرة من العنوسه بين الرجال والنساء والتى هى أيضا كارثه نفسيه على البنت حتى وان كانت تعمل وأخذت فرصة العمل من رجل كان سيتزوجها ويستقرا معا فحتى بعد ان أخذت هى الفرصه فانها أيضا غير سعيده ولا مستقرة ولعل من اهم نواتج عدم الزواج ايضا التى يراها الكل علاقات محرمه يحتاج اليها كلا الطرفين وحتى بعد الزواج قد يكون دخل المرأه اكبر من دخل الرجل او قد تكون المرأه تعمل والرجل لا يعمل وهذه كلها نمازج نراها ونرى تأثيرها السلبى على العلاقة بينهما وعلى المجتمع ككل يا لها من كوارث كامله جاءت من مبدأ سامى روجه الغرب لنا وهو المساواة
تعالوا نرى مبدأ العدل انه يقدم لنا نموذج وهو ان فى ظروف كهذه ان العدل يقر بأن الحق فى فرصة العمل فى هذه الظروف الصعبة تكون للرجل فان عمل كل الرجال تزوج واستقر كل الرجال والنساء واستقام المجتمع عن وضعنا الحالى
فها هى المساواه ذلك المبدأ الغربى الذى روج له بيننا بشده حتى تلاشت الكلمه الأشمل والأهم وهى العدل ولا أعتقد اطلاقا ان هذا من سبيل الصدفه بل هى مقصودة ومدروسه من قبل من روج للفكرة فحتى فى الغرب الى فترة قريبه جدا كان أجر المرأه العامله أقل من أجر الرجل اعتبارا لالتزاماته التى لا تخفى على أحد فأنا أقصد ان الغرب المنادى بهذه الافكار نفسه لم يكن يتعامل بها الى فترة وجيزة
ولعل هذا يوضح لنا بعض مما يحيكه الغرب لنا من أفكار مسمومة  تبدو فى ظاهرها قيمه وساميه ولكنها تحمل فى طياتها أسواء كوارث يمكن ان يمر بها مجتمع ومن هنا فعلينا ان لا نتبع ما يقولون تتبعا اعمى بل يكون لنا فكرنا ومنظورنا الخاص من خلال اعمال عقولنا نحن او نستمع لمن لهم عقل او حتى نقارن ونحلل بين ما يروجه الغرب من خلال الاعلام او من خلال منظمات المجتمع المدنى التى ينفق عليها ملايين الدولارات سنويا فنقارن بين ما يروجه الغرب وبين مبادئنا التى كانت سبب فى تقدم هذه الأمه لأكثر من الف سنه على العالم كله
وسوف اوضح فى مقال لاحق "بيئة الأفكار" تأثير دخول أفكار دخيلة عموما على مجتمع ما لم تكن من مجموعة أفكاره الأصيلة فيه